رئيس حزب الرشاد د/العامري لصحيفة “العرب”: مشكلة الحوثية ظهرت عندما تحوّلت إلى جماعة مسلّحة خارج إطار النظام والقانون، وفرضت على الناس المذهب بالقوة
صنعاء – أرجع محمد موسى العامري رئيس حزب الرشاد السلفي في اليمن سبب غضب الحوثيين من الرؤية التي تقدم بها الحزب في مؤتمر الحوار الوطني عن جذور وأسباب قضية صعدة، إلى أن جماعة الحوثي أصبحت جماعه مسلحة خارج إطار النظام والقانون وتمارس في صعدة صلاحيات السلطة تماما؛ تعين المحافظ ووكلاء المحافظات. وتعين مدراء العموم ولديها سجون ومعسكرات، وأسلحة سيادية من دبابات ومدافع وصواريخ ولديها محاكم أيضا».
وقال في حديثه لصحيفة العرب إن: «هذا هو لب المشكلة التي سلطنا الضوء عليها»، موضحا: «صحيح نحن نختلف مذهبيا مع جماعة الحوثي، لكن المشكلة ظهرت عندما تحوّلت الجماعة إلى جماعة مسلّحة خارج إطار النظام والقانون، وفرضت على الناس المذهب بالقوة. ولو بقوا يعرضون مذهبهم بالحوار وبالطرق السلمية لما كان هناك مشكلة بيننا وبينهم؛ يعرضون مالديهم، ونحن نعرض ما لدينا، والشعب اليمني يميز بين هذا وذاك. لكن عندما يتحولون إلى جماعة مسلحة تصبح المشكلة ليست معنا، ولكن بينهم وبين الشعب اليمني بكامله، ومع الدولة والمجتمع بأسره. فلذلك نحن نعوّل على الحوثي أن يسلّم الأسلحة للدولة وأن يكون مواطنا مثل غيره، وإن أراد أن ينخرط في العملية السياسية وتشكيل حزب سياسي فالمجال مفتوح».
وفيما يخص رؤية السلفيين في اليمن للشكل القادم للدولة، والذي يمكن أن يتمخض عنه الحوار الوطني، قال العامري إن تياره مع نظام اللامركزية، معتبرا أن «ما أوصلنا إلى خلافات اليوم هو مركزية السلطة».
وأضاف: «العنوان الذي نضعه هو اللامركزية، وبعد ذلك تأتي مرحلة التفصيل. فالفدرالية 26 نوعا، منها ماهو مطبق بالعالم، بعضها مركزي وبعضها غير مركزي، بعضها سياسي وبعضها إداري، وبعضها مالي. فعندما نتكلم عن الفدرالية يجب أن نحدد أي نمط وأي لون وأية صورة من صور هذه الفدرالية التي نريد أن نطبقها». وشرح قائلا: «يجب أن نراعي في شكل الدولة كل الأبعاد، وليس فقط البعد السياسي، أو رغبة بعض النخب السياسية.. نراعي البعد الجغرافي والبعد الاقتصادي والبعد الاجتماعي. والمواطن اليمني اليوم يريد أن يحقق الأمن والعيش الكريم ويجب أن نأتي له بالشكل الذي يتناسب مع بيئتنا ومجتمعنا ومع مساحتنا الجغرافية. فالفدرالية أحيانا تكون حلا للمتفرّق وليست حلا للمُـجتمِـع.
والفدرالية تصلح قالبا للمجتمعات التي يوجد فيها ثنائية دينية وثنائية عرقية وثنائية لغوية.
أما في المجتمعات التي لا توجد فيها هذه الثنائيات، فلا تكون الفدرالية هي الحل والعلاج للمشاكل. لكن نحن إجمالا مع إشراك جميع أبناء المحافظات سواء الجنوبية أو الشمالية في السلطة وفي الثروة. وهذا هو الشيء الذي يبحث عنه أبناء الشعب اليمني. وأية فدرالية ستؤدي إلى تقسيم اليمن وإلى إيجاد تناحرات مستقبلية نحن نرفضها».
وعن طبيعة العلاقة بين حزب الرشاد وباقي الأحزاب اليمنية الأخرى، خصوصا بشأن قضية مدنية الدولة وتطبيق الشريعة، قال رئيس الحزب: «لا يوجد حزب في اليمن إلا ونتفق معه في أشياء، ونختلف معه في أشياء أخرى.
فمسألة الشريعة الإسلامية وكونها مصدرَ كل التشريعات، فهذا محل اتفاق عند اليمنيين عموما. وأغلب الأحزاب التي قدمت رؤيتها مؤخرا بشأن مصدر التشريع إلى مؤتمر الحوار الوطني، كلها اتفقت على أن الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات. والإسلام لا يخص حزبا في اليمن وهو دين كل اليمنيين. والشريعة الإسلامية هي مطلب كل اليمنيين، وليست مطلب حزب بعينه من الأحزاب، وهذا محل إجماع. ويوجد بعض الناس لديهم آراء مختلفة من هذه المسألة، وسنحاول أن نحلها معم».
وعن موافقة حزب الرشاد السلفي على الحوار مع عناصر تنظيم القاعدة في اليمن قال العامري: «من حيث الأصل نحن مع الحوار الذي يؤدي إلى حقن الدماء وإلى تجنيبنا الفتنة. فإذا أراد تنظيم القاعدة أن يترك حمل السلاح على الدولة وعلى المجتمع ويدخل في الحوار، فليس هناك ما يمنع فله نظيره الحوثي الذي قتل وسفك دماء الجيش في صعدة وعسكر الأوضاع هناك، ومع ذلك دخل في الحوار. ونقول إذا كان تنظيم القاعدة سيدخل الحوار وسيكون هذا الحوار مفيدا ويحقن الدماء فمرحبا».
غير أن العامري نفى اطلاعه على تفاصيل النقاط التي اشترطها تنظيم القاعدة للتخلي عن السلاح، مؤكدا: «لم نطلع على أية تفاصيل. وسمعنا كما سمع غيرنا. ولم نعلم من مصدر موثوق عن وجود محاولات عملية جرت بين الدولة وتنظيم القاعدة حول إجراء حوارات ثنائية. ».