كتابات

عندما تكون محاميا فاشلا عن الإسلام

أمين عام حزب اتحاد الرشاد اليمني

بقلم / د. عبدالوهاب الحميقاني
من أهم أسباب تشكيك الناس في الإسلام اليوم
هو تقديمه دينا لا قيمة للعقل فيه
وإنكار دور العقل في إثبات المصالح والمفاسد
ومعارضة صريح المعقول بما يظنونه صحيح المنقول
واهمال دور العقل الذي كرمه الله وجعله مناطا للتكليف بالإسلام وتحمله وفهمه والعمل به
وجعل من عدم العقل أو ضعف فيه ليس أهلا للتكليف بالإسلام
لذا البهائم والمجانين والصبيان خارجون من دائرة التكليف
لانعدام أو لضعف عقولهم
ومن أخطاء بعض الإسلاميين اليوم أنه يوافق بعض أهل الكلام في جعلهم العقل قسيما للشرع
وشيخ الإسلام تعرض لهذه القضية وفند زيف ذلك وبين
أن العقل قسيم للنقل أو للسمع
وكلاهما من أقسام الدليل الشرعي
فكل ما دل عليه العقل الصريح هو دليل معتبر في الشرع
و النقل الشرعي لا يأتي بمحالات العقول لكنه قد يأتي بمحارات العقول
أي أن النقل لا يأتي البتة بالمستحيل عقلا
لكنه قد يتحير في بعض ما جاء به النقل
أي أن العقل قد يتحير في إدراك حسن بعض ما جاء به النقل
لكنه يستحيل أن يثبت قبح ذلك
وهذه مسألة
مهمة
كثير من طلاب العلم اليوم دون قصد يرددون عقيدة الأشاعرة
من سلب العقل أي دور للتحسين والتقبيح وإدراك ملائمة ومناسبة الحكم للفعل أو العين
وكثير من متدينة اليوم
وهم يدافعون عن الإسلام في وجه الملاحدة والطاعنين فيه
حالهم كحال بعض الفقهاء الذين ردوا على الفلاسفة
كما ذكر ذلك شيخ الإسلام
بأن هؤلاء الفقهاء نظروا فيما جاء به الفلاسفة فردوه جملة بحجة أنه مناقض للشرع
رغم أن فيه قضايا عقلية وعلمية صحيحة بل هي من صريح المعقول
جهلا منهم بعلوم الفلسفة وعدم التمييز بين صحيحها وسقيمها
فلما رأي الفلاسفة قول الفقهاء في رد المقطوع عقلا بصحته
ظن الفلاسفة أن ما يقرره هؤلاء الفقهاء هو الوحي الذي جاءت به النبوات
لجهل الفلاسفة بالنقل وعدم التميبز بينه وبين أراء الفقهاء
فزاد الفقهاء الفلاسفة بعدا عن النبوات
مما جعل بعض الفلاسفة
يتجه إلى مذهب التجهيل للأنبياء
وأن الفيلسوف أعلم من النبي
وخففها بعض الفلاسفة المليين
فاتجه
إلى مذهب التخييل لا التجهيل
وأن الأنبياء خاطبوا العامة بكلام لا يدل على حقائق الأشياء وإنما لتقريبها لعقولهم
وهذه الثنائية الفقهية الفلسفية المتعارضة العقيمة
تتكرر اليوم
من بعض المتدينة في صراعهم لاجل الإسلام مع العلمانية والليبرالية
فكان بعضهم بئس المحامي الفاشل عن الإسلام
إذ يقدمه معارضا للعقل والفطرة والعلم
وما موضوع وباء كورونا عنا ببعيد وسذاجة بعض الفتاوى فيه والتي عارضت الحجر الصحي في المساجد وعدم اعتبار كلام الأطباء في خطر ذلك
فالإسلام قوته فيه
ويزيدنا قوة بفهمه كما ارتضاه الله لنا في كتابه وسنة رسوله الصحيحة
لا كما رضيناه لأنفسنا أو تلقفناه من كتب تراثية لم نحرر ما فيها ونميز الصحيح من السقيم والشرع المنزل من الشرع المؤول من الشرع المبدل

زر الذهاب إلى الأعلى