كتابات

ما يبطئ الوصول

بقلم / محمد شبيبه

أنتم تتهارشون على الكيس الفارغ بينما اللحمة قد أصبحت في بطن وفم الثعلب الإمامي المكَّار ،
شغلتم أنفسكم بغير عدوكم ،
وخضتم معركةً ليست معركتكم ،
سهامكم طائشة ، ومُنَازلتكم فاشلة ،
تتلفتون للوراء كثيرًا ، وتتوقفون عند المطبات الصغيرة ، التي قد يستغلها أو يضعها عدوكم لمباغتتكم .
ففي بعض الأحيان توضع أمامكم مطبات صغيرة لتقعوا في شراك مطبات كبيرة ، وقاتلة.
إن الإكثار من التوقف ، والتلفت ، يؤخر في الوصول ، ومن أبطأ في الوصول فسيجد أن عدوه قد سبقه، ووصل إلى المكان قبله ، ونصب دفاعته فيه .
القلة فقط هم الذين عرفوا هدفهم ، وكيف يخوضون معركتهم، وأين يوجهون سهامهم
وإذا أردتم أن تعرفوا من هم هؤلاء العُقلاء ، النُبلاء ، النُبهاء ، فانطروا إلى رؤوسهم وقد علاها غبار المعارك ، وإلى دمائهم وهي تسقي تربة أرضهم الطاهرة
لا يفارقون سلاحهم، ولا يعانون من فراغ قاتل يجرهم إلى معارك فارغة
سلام عليهم ، ومعذرة منهم، والله المستعان.
وإذا كانت النفوس كبارًا
تعبت في مُرادها الأجسامُ
وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائمُ
زر الذهاب إلى الأعلى