أدب وثقافةمنوعات

شفك الوجد

يقلم / إبراهيم الأحمدي
………………………………………………………………………………
شَفَّكَ الوَجدُ أيُّها المُستَهامُ
كيفَ تَحيا إذا جفاكَ المنامُ
 
تَحتَ جَفنيكَ لِلَّيالي نُدوبٌ
شاهِداتٌ بما جَناهُ الغرامُ
 
لا مَلامٌ عليكَ إن مِتَّ وَجداً
فاللَّيالي قتيلُها لا يُلامُ
 
كلُّ مُرٍ لدى المُحبينَ شَهدٌ
في هواهُمْ ، وكلُّ نارٍ سَلامُ
 
وإذا هِمتَ في إمامِ البَرايا
طابَ للقلبِ حُبهُ و الهيامُ
 
فهو كالروحِ للحياةِ وأنَّى
بسوى الروح تنعمُ الأجسامُ
 
أحسنُ الناسِ طَلعةً ومُحياً
إن بدتْ منه نَظرةٌ وابتسامُ
 
وجهُهُ الشمسُ إن تجلَّى لأرضٍ
فارقَ البؤسُ وجهَها و الظلامُ
 
وإذا قالَ خِلتَ أنَّ الدرَارِي
قد تَتابعنَ والكلامُ نِظامُ
 
وإذا مدَّ كفَهُ بالعَطايا
عجزَ الجودُ عنه والإكرامُ
 
حسبُ كلِّ الكِرامِ لو نافسوهُ
في سخاءٍ من كفِّهِ الإبهامُ
 
باذخُ المجدِ قد تُرامُ الثُريّا
في رُقيٍّ ومجدُهُ لا يُرامُ
 
لو تَسامَى إلى العُلا كلُّ سامٍ
كان طودا وكل سامٍ إكامُ
 
كانتِ العُربُ قبلَه قعرَ قاعٍ
فأتاهم فإذ بهم أعلامُ
 
يا دواءً لكُل قلبٍ عليلٍ
ودعتنِي بحُبكَ الآلامُ
 
ريحُ كفيكَ لو نشاها سقيمٌ
ما غدا فيه علةٌ أو سقامُ
 
وسنَاً من هُداكَ يا خيرَ هادٍ
تقتفيهِ فلا تضلُ الأنامُ
 
ليتَ أنيِ أعود في الدهر يوماً
حينَ ضاءَت بنوركَ الأيامُ
 
ليتني كنتُ في فمِ الغار طيراً
كي أواريكَ لا يراكَ اللئامُ
 
ليتني كنتُ دوحةً في طريقٍ
قد أظلتكَ يومَ شحَ الغمامُ
 
ليتني كنتُ في الكريهاتِ ترساً
إن أتت نحوكَ القنا والسهامُ
 
ليتني كنت ذلك الجذعَ لما
حنّ شوقاً ولم يسعه الكلامُ
 
جاء يضممه منك قلبٌ عطوفٌ
إن جذعاً ضممته لا يُضامُ
 
يا إمامَ الأنامِ يومَ التنَادي
ليسَ إلاكَ يومذاكَ الإمامُ
 
النبيونَ في ذهولٍ وهولٍ
حينَ يُلقى إلى يديكَ الزمامُ
 
في مقامٍ إليه تعنو البرايا
نعمَ مِن قائمٍ و نعمَ المَقامُ
 
سيدُ الخلقِ أنت دون افتخارٍ
شاءَ ربي فخطت الأقلامُ
 
جئتَ كالمسكِ آخراً وختاماً
بسوى المسكِ لا يطيبُ الخِتام
 
فصلاةٌ من الكريمِ وفضلٌ
وحنانٌ ورحمةٌ وسلامُ
 
دائماتٍ عليكَ في كلِ حينٍ
ما تغنت على الأراكِ حَمامُ
 
 
زر الذهاب إلى الأعلى