كتابات

مشاورات السويد وأُطر الحل

  محمد السمان
 يتطلع الكثير من المتابعين للمشهد اليمني لجولة جديدة من المشاورات ستُعقد في السويد برعاية الأمم المتحدة وتأتي هذه الجولة بعد سلسلة من الجولات كان أخرها غياب وفد الانقلاب عن الحضور للمشاورات في جنيف والذي كان واضحاً تعمد وفد الانقلاب لافشالها لما وجدوه من دلال وتساهل من جهة المبعوث الأممي الذي بدوره لم يوضح عرقلتهم وتعنتهم لمساعي السلام ولمهامه ودوره الذي ينحصر أصلاً في إقناع هذه الجماعة المتمردة لتطبيق قرار مجلس الأمن ٢٢١٦ ، وفي حالة تعنتها ورفضها لذلك فإنه يتوجب عليه الرفع لمجلس الأمن بأنها جماعة معرقلة لجهود السلام ومساعيه.
كما أن أي جولة قادمة للمشاورات لها أُطر واضحة ومرجعيات تعتمد عليها وهي المرجعيات الثلاث ،
فاي حديث عن أُطر جديدة للحل أو رؤى جديدة تتجاوز المرجعيات الثلاث أو محاولة القفز على هذه المرجعيات أو تفريغها عن مصنونها أو جعل شيء يوازيها أو يساويها أو جعل طرف الانقلاب طرفاً مساويا للشرعية أو الحديث عن ترتيبات أمنية لا يسبقها إنهاء كامل للانقلاب وتداعياته وكل ما يتعلق به من آثار بما في ذلك استعادة الشرعية لمؤسسات الدولة وعودتها لممارسة سلطاتها ومهامها على كافة أجهزة الدولة وأراضيها بما ذلك صعدة واستعادة الأسلحة المنهوبة وحصر السلاح بيد الدولة الشرعية واستئناف ما تبقى من العملية السياسية لليمن الاتحادي المنشود ، فإنه مالم يكن ذلك هو إطار أي مشاورات للحل فإننا نؤسس لجولة جديدة من الصراع والحرب ربما تكون أشد دموية ليست على اليمن واليمنيين فقط بل على دول الجوار .
فمازلنا نتذكر قيام هذه المليشيات الانقلابية بالمناورات العسكرية الاستفزازية على الحدود مع المملكة العربية السعودية كرسالة واضحة موجهة من محور الشر الإيراني عبر ذراعه في اليمن بمجرد نشوتها بما استولت عليه من سلاح للدولة اليمنية.
لذلك كله فأي حلول قادمة لا تعتمد إنهاء الأزمة من جذورها وتطبيق قرار مجلس الأمن ٢٢١٦ وقرارات ذات الصلة وتحول هذه الجماعة المتمردة الي مكون سياسي يمارس العملية السياسية في أُطرها السياسي المعروف بعيداً عن العنف والإرهاب أو مزاعم للحق الإلهي أو تصنيفات تشرخ النسيج الاجتماعي أو أي ارتباط لتنفيذ أجندات لزعزعة أمن واستقرار المنطقةفإن ذلك كله يقودنا جميعاً الي استمرارية الحرب وديمومتها.
زر الذهاب إلى الأعلى