كتابات

سلوك الصغار

بقلم/ فيصل الحفاشي

إن المنعطفات والمراحل الاستثنائية في تواريخ البلدان والشعوب والأمم تبرز بجلاءٍ صغار القوم من كبارهم، ولا أعني بالصغار والكبار الذي طالت بهم الأعمار أو قصُرَت، فهؤلاء يعرفهم الكافة، وليسوا بحاجة لمنعطفاتٍ تبين حقائقهم ومراحلهم العمرية ..

وإنما المراد من كبُرت عقولُهم أو صغُرت، ومَن رجحت أفكارهم أو طاشت، هؤلاء يختلط أمرهم على العامة، لا سيما حين يرتدون غير ثيابهم، ويتكلمون بغير ألسنتهم!

دعونا نتحدث عن صغارنا في بلدنا الحبيبة اليمن، وإنما آثرت الحديثَ عن صغارنا لا كبارنا؛ لأن فسادَهم متعدٍّ وضررهم مستشرٍ، وفي المثل الشعبي “مخرِّب غلب ألف عمار” !

تنزفُ اليمن الجريحةُ دماءها الطاهرة عقيب الطعنات التي وجهتها إليها مليشيا الغدر الانقلابية منذ 2014م وحتى اليوم، وما زالت الطعنات تتولى على جسدها الطاهر، إلا أن هذه المليشيات باتت اليوم أضعفَ من ذي قبلٍ بمراحل، وباتت طعناتها أخف وسواعدها أضعف!
وهذا بلا ريبٍ أمر مبشرٌ بإيقاف الطعنات من أصلها، ثم سيتعافى الجسد شيئاً فشيئاً بإذن الله..

إلا أن هناك من أبناء حبيبتنا هذه مَنْ صغُر عقله وانتكس فهمُه، فيسيء وهو يظن أنه يحسن؛ فبدلاً من أنْ يهاجم المليشيات الانقلابية المعتدية على أمِّه باتَ يهاجمُ بعضَ المسعفين والمدافعينَ عنها، بدعاوٍ هي أوهى من بيت العنكبوت!

وهذه خدمة مجانية يقدمها هذا الصغير للميليشيات المعتدية في أضعفِ مراحلها، فبدلاً من أن يشدَّ على يدِ كل مقاومٍ ومسعفٍ ومداوٍ، بات يخذِّلُ ويحذِّرُ وينفث سمومَه في صفوف المقاومين والمسعفين؛ لكي يتركوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه من جسد أمهم! ثم يقاتل كلٌ منهم رفيق دربه وسلاحه!

نعم وربي هؤلاء هم الصغار حقاً، الذين يدورون حول أنفسهم وأحزابهم وجماعاتهم فحسب، لا يهمهم إنقاذُ اليمن الكبير بقدر ما يهمهم الدوران حول ذواتهم ومصالحهم الضيقة ..

إلى هؤلاء الأغمار! أفيقوا فإن فسادَكم عريض .. يكفينا فجوراً في الخصومة، وانتصاراً للذوات؛ فهي وربي التي أوصلتنا إلى هذا المستنقع الآسن ..

زر الذهاب إلى الأعلى