- محليمواقف وبيانات

بيان اتحاد الرشاد اليمني في الذكرى ال 54 لثورة ال 14 من أكتوبر

21

الرشاد اليمني – خاص

الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله و آله وصحبه، وبعد:
ونحن نعيش الذكرى الرابعة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ضد الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن، يسرنا في اتحاد الرشاد اليمني أن نرفع بهذه المناسبة أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى شعبنا اليمني العظيم والمصابر وقيادته السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ونائبه الأخ الفريق الركن علي محسن صالح وحكومة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، سائلين المولى عز وجل أن يعيد علينا هذه المناسبات وقد تحقق لأبناء الشعب اليمني كل ما يصبون إليه من الرخاء والاستقرار والتنمية.
لقد مثلت ثورة الرابع عشر من أكتوبر تتويجاً لنضالات اليمنيين وتضحياتهم من أجل الحرية والاستقلال والعدالة وامتداداً لثورات اليمنيين ضد طغيان الإمامة في الشمال التي كانت الوجه المقابل للاحتلال الغاشم وبطانته السيئة.
وإنه لمن المؤسف أن تأتي ذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر في ظل ظروف قاسية يشهدها اليمن بفعل العودة لأحد وجهي الإحتلال بسبب الانقلاب الفاشي لمليشيا الحوثيين والمخلوع علي صالح، الذي صادر أحلام اليمنيين ومكتسباتهم الوطنية وأغرق البلاد في أتون الحرب والدمار، وأحال الوطن إلى كومة من الخراب والمآسي.
ورغم تحرير الجزء الأكبر من التراب الوطني سيما مناطق الجنوب من الاحتلال المليشاوي الانقلابي إلا أن آثار الحرب والدمار لاتزال تلقي بظلالها على حياة الناس ومعيشتهم.
إننا ونحن نعيش هذه المناسبة ، لحري بنا التذكير دائماً بأن كل التجارب الاستعمارية بنسختيها من هذه الجهة أو تلك ، قد أخفقت في وأد طموحات اليمنيين أو تدجينهم، مهما بلغت قسوة المستعمر وبطشه، وأن تضحيات اليمنيين ونضالاتهم ضد أي قوة احتلال لا بد أن تتوج بالنصر لليمنيين وهزيمة المحتل.
لقد جسدت ثورتا الرابع عشر من أكتوبر و السادس والعشرين من سبتمبر واحدية النضال اليمني من أجل الحرية والاستقلال وترسيخ مبادئ العدل وأضاءت لليمنيين الطريق نحو الوحدة التي ظلت حُلماً يراود جيل الثورة، ومثّل تحقيقها مكسبا إنسانيا ووطنيا عظيما، مهما حاول النظام الحاكم في صنعاء اغتياله وتقويضه بفعل سياساته الظالمة والاستبدادية التي أضرت بالوحدة وقادت البلد برمته إلى الفوضى والخراب، وصولا إلى الاجتياح الحوثي صالح العدواني المسلح للجنوب قبل أن تنتصر إرادة اليمنيين في التصدي له وهزيمته بمساندة الأشقاء، مشكورين، في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وهو الأمر الذي يجعل من المضي في مشروع الدولة الاتحادية وفق مخرجات الحوار الوطني تتويجاً لهذه الإرادة، وخياراً عادلاً لإعادة الاعتبار للوحدة المغدورة كقيمة وطنية كبيرة، وانتصارا لتضحيات اليمنيين في الشمال والجنوب على حد سواء.
إننا في الرشاد إذ نؤكد مجدداً على ضرورة الإسراع في تطبيع الحياة وعودة الخدمات في المناطق المحررة، سيما العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية، فإننا نشد على أيدي الحكومة الشرعية مثمنين جهودها في إعادة الإعمار والعمل على إعادة تفعيل أجهزة الدولة والمؤسسات الحكومية، بخاصة مؤسستي الجيش والأمن، بما يكفل إنهاء الازدواجية وإخضاع كافة التشكيلات والقوات الأمنية للإشراف المباشر من قبل الحكومة والسلطات المحلية.
كما نحث جميع القوى والمكونات السياسية إلى دعم جهود الحكومة في هذا السياق، في سبيل إعادة الاعتبار للعاصمة عدن التي عرفت بتنوعها السياسي والثقافي والديمغرافي من جهة، ومن جهة أخرى تعزيز ثقة المجتمع الدولي والمنظمات بها كعاصمة مؤقتة آمنة، يمكن أن تتعافى من آثار الحرب وتفتح أبوابها لعودة السفارات ومكاتب المنظمات الإغاثية والحقوقية.
النصر لليمن والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى.
صدر عن اتحاد الرشاد اليمني
٢٤ محرم ١٤٣٩ للهجرة الموافق ١٤ أكتوبر ٢٠١٧م

زر الذهاب إلى الأعلى