كتابات

كيف نتعامل مع الأخطاء

thumb_4r9suj

* محمد سليمان السمان

كيف نتعامل مع الأخطاء (1) التعامل مع الخطأ بحكمة وروية وبعدم استعجال ليس صحيحاً أن يكون الخطأ صغيراً فنكبره ونضخمه ، فيجب النظر إلي الخطأ من حيث كونه صغيراً أو كبيراً شخصي أو متعدي أبعد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ ، فمن وقع في خطأ لا بد أن يعرف أنه وقع في خطأ فالمخطئ أحياناً لا يشعر أنه مخطئ فكيف توجه له لوم وهو لا يشعر بالخطأ ولنا في رسول الله قدوة في ذلك عندما جاء الشاب إلي النبي يستسمحه في الزنا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (( أترضاه لأمك )) .. حتى بين له شناعة وجرم ما طلب ..

كيف نتعامل مع الأخطاء(2) استخدام العبارات اللطيفة والحسنة في معالجة الخطأ إن كان الخطأ يستلزم حلاً بالقول والكلام فهو أنفع من قولك ” يا قليل الأدب .. يا مغفل .. ألا تسمع .. ألا تعقل وغيرها تجنب الجدال في معالجة الأخطاء فهي أكثر وأعمق من الخطأ نفسه لأن المخطئ قد يربط الخطأ بكرامته والانتصار للنفس فيجد للجدال متسعاً لذلك افتح له الباب ولا تغلقه في وجه فيشعر أن الدنيا قد انتهت أمامه بهذا الخطأ بل ليكن في نصب عينيك الأسلوب القرآني والنبوي مع أشد وأبشع وأكبر الأخطاء وهي الشرك ومع ذلك لم يغلق الباب أمام التائب

كيف نتعامل مع الأخطاء (3) ما كان الرفق في شيء إلا زانه ، وأعلم أن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على غيره ولنا في قصة الأعرابي الذي بال في المسجد أروع العبر لا تبحث عن النوايا وما كان خافياً، بل الأخطاء التي ظهرت ويمكن أن يكون لك يد في معالجتها أما الأمور التي تتعلق بالقلوب فعلمها عند رب العالمين ولسنا متعبدين بذلك وقد نهينا عن ذلك فهي تفسد القلوب ولا تأتي بالخير أبداً. تذكر أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم .. وأنت الحكيم إن استطعت أن تتعامل مع الخطأ بعقل وحكمة مع كسبك لعاطفة المخطئ

كيف نتعامل مع الأخطاء (4) والخطأ من حيث كونه خطأً يتفاوت من ناحية كونه خطأ يتعلق بعقيدته أو سلوكه أو تعامله ، ومن حيث كون الخطأ شخصي أو متعدي للآخرين. الخطأ سلوك بشري لا بد من الوقوع فيه سواء كنا حكماء أو دون ذلك ، لكن أن تعتدر وتصحح خطأك خير من البقاء على الخطأ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* رئيس مجلس الخبراء

زر الذهاب إلى الأعلى