كتابات

عن بيان الشيخ كمال بامخرمة والحملة الظالمة ضده

0009990aaa

محمد مصطفى العمراني

يتعرض الشيخ كمال بامخرمة عضو مؤتمر الحوار لحملة إعلامية ظالمة تشنها وسائل إعلامية عديدة كما يتعرض بامخرمة لقرارات مجحفة من إدارة مؤتمر الحوار وصلت إلى حد تحويله للجنة الانضباط وفصله لمدة ثلاثة أيام، كل هذا لأنه أصدر بياناً حذر فيه من إقصاء الشريعة الإسلامية بمؤتمر الحوار بعد أن وجد أن ما نسبته 84% من فريق بناء الدولة مؤيدون لأن تكون الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، و16% مع أن تكون الشريعة الإسلامية المصدر الوحيد في التشريع، كما صوت لمقترح (الإسلام دين الدولة) تسعة أعضاء بما نسبته 20%، وصوت للمقترح الآخر الذي لا ينص على إسلامية الدولة ووجود مقترح آخر قيل إنه تم سحبه وينص على أن “الإسلام دين الشعب” فتحمس الشيخ كمال بامخرمة وأصدر بيانه، وقد قرأته أكثر من مرة ولم أجد فيه تكفيراً كما يزعمون وإنما وجدت فيه تحذيراً من تنحية الشريعة الإسلامية وإقصائها وخطورة هذا الأمر ودعوة لأبناء الشعب اليمني لرفض هذه القرارات، لكنه اعتبر أن إقصاء الشريعة الإسلامية من الحكم والتشريع يكرس الشرك وحكم الطاغوت وهذا أمر منكر ولا يجوز، وهذا يرجع فيه إلى الفقهاء والعلماء الكبار ويسألون: ما هو حكم الشرع في إقصاء الشريعة أو جعلها المصدر الرئيسي والقبول بمصادر فرعية أخرى غير إسلامية ؟!!

إن الحملة الظالمة على الشيخ كمال بامخرمة تدل على أن هناك فريقاً يضيق بقول الحق وبأي شيء يصدر من العلماء ويعتبره تكفيراً وإرهاباً ويشن الغارة عليه، بينما هو في الوقت نفسه يعتبر الذين صوتوا لتكون الشريعة الإسلامية مصدراً رئيسياً للتشريع وتكون هناك مصادر فرعية أخرى غير إسلامية فهؤلاء مبدعون ومدنيون وديموقراطيون، أما الذي حذر من إقصاء الشريعة وإدخال مصادر فرعية أخرى بجوارها فهذا “تكفيري” “إرهابي” “ماضوي” ما لكم كيف تحكمون ؟!!!

ثم تعالوا وقولوا لنا متى كفّر بامخرمة أعضاء مؤتمر الحوار في بيانه الذي أصدره ؟!!

أحد أصدقائي في الفيسبوك فور أن نشرت تضامناً مع بامخرمة علق مطالباً بامخرمة بالاعتذار عن تكفيره لأعضاء مؤتمر الحوار، وعندما طالبته بأن يثبت لي بأن بامخرمة كفر أعضاء مؤتمر الحوار وأن يأتيني بما ينص على ذلك، قال إنه سمع من وسائل الإعلام أن بامخرمة اعتذر، وبالفعل الشيخ كمال بامخرمة وضح ما قصد في بيانه واعتذر عن سوء الفهم الذي حدث، ونفى بشدة أن يكون كفّر أحداً. ولكن الحملة ما تزال متواصلة على الرجل وللأسف بدون تثبت بعض الناس عند النقاش معه حول هذا الموضوع يقولون: يقولوا إنه كفرهم، وآخر يقول: أنا قرات أنه كفرهم لكن لم أقرأ له بصراحة، وآخر يقول أنا سمعت من بعض وسائل الإعلام، وهكذا يتحول أي اعتراض للعلماء على أي مستجدات في الحوار أو غيره تشن عليه الغارة من قبل “البعض” وقد يكون الشيخ كمال بامخرمة تسرع في بيانه وقد يكون طلب تفسيراً وتوضيحاً من مؤتمر الحوار ولم يسمع له، ولكن هل يبرر هذا كل هذه الحملة عليه والإجراءات التي صدرت بحقه ؟!!

أكرر ما قلته سابقاً لماذا لا نحمل هذه البيانات على حسن الظن وعلى المحمل الحسن ونبتعد عن محاكمة النوايا فالنوايا يعلمها الله ونحن أمرنا بأن نحكم على الظاهر وينبغي قراءة هذه البيانات قراءة موضوعية منهجية بعيدة عن التعصب ونبش الماضي واجترار الصراعات الفكرية وتقويل الناس غير ما قالوا وتحميل حديثهم ما لا يحتمل ومحاولة ابتزازهم باتهامهم بتكفير أعضاء مؤتمر الحوار والتحريض ضدهم بينما لم يحدث شيء من هذا؟!

زر الذهاب إلى الأعلى