كتابات

هويتنا أو الهاوية!!

hgggjj* عبدالناصر محمد الخطري

حضرت العديد من الندوات وورش العمل المهتمة بمناقشة القضايا المطروحة على طاولة الحوار الوطني وفي مقدمتها هوية البلد…عندما تطرح ما يجب وتقول: يجب أن تكون هوية البلد إسلامية وتكون الشريعة مصدر جميع التشريعات، تجد من ينتفض كالممسوس ويعارض هذا الطرح…قال أحدهم: الناس طلعوا الفضاء وأنتم مشغولون بهذا!! .هذا المسكين يصور للسامع أن ما بيننا وبين صعود الفضاء إلا ترك الإسلام…ولو نظر إلى من هو مغتر بهم لوجدهم متمسكين بهويتهم .. إسرائيل متمسكة باليهودية وهي متقدمة عسكرياً .. والصين بوذية ومتقدمة صناعياً .. أين المشكلة إذاً؟

المشكلة ليست في الإسلام إنما هي في بعدنا عن العمل بالأسباب الحسية، أولئك عملوا مع فساد هويتهم بالأسباب الحسية فتقدموا، ونحن تركنا العمل بالأسباب فكان حالنا كما نرى، فتخيلوا لو عمل المسلمون مع صلاح معتقدهم وهويتهم بالأسباب الحسية كيف سيكون حالهم؟! فكوننا نضيف إلى بعدنا عن الأسباب الحسية تخلينا عن الهوية فمصيرنا الهاوية لا محالة وهو ما يوده أعداء الإسلام:( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء).

الغريب في الأمر أن هذا الصنف الممسوس تركيبته عجيبة؛ علمانيون، حوثيون، مصلحيون!. وهذا الطرح ليس غريباً على العلمانيين فعلى أعين الغرب صنعوا، وليس غريباً من المصلحيين فقبلتهم المصلحة حيثما رأوها اتجهوا .. لكن الغريب تناقض من يقول: الموت لأمريكا! النصر للإسلام! ثم يسير منفذاً لأجندة أمريكا في إقصاء الشريعة ليكسب ودها: ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم). لم أفهم من هذا التناقض إلا ما يلي: إما أن تكون شعارات جوفاء والحقيقة خلاف ذلك، أو تكون شعارات حقيقية ووقوفهم ضد الشريعة خلاف ما يريدون .. وإذا لم يكن هذا في حالتيه هو النفاق فما هو النفاق؟!.

وقد تكون صرختهم نياحة إذ كان المراد الإخبار لا إعلان العداء…فأمريكا حتماً ستموت، وإسرائيل كذلك، وفي القرآن لعن اليهود. وهنا نطلب منهم شيئاً واحداً ليبينوا أن المراد العداء لا الإخبار: أن يستبدلوا بعبارة: (الموت لأمريكا والموت لإسرائيل) عبارة: الجهاد على أمريكا الجهاد على إسرائيل!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*الأمين العام المساعد لاتحاد الرشاد اليمني

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى